ياســـائلي زمن التنعم والغنى .. عن قصــة الأبـرار والأخيـار
دعني ولاتشغل نفـوسا بالذي .. قد كان قـد ولى وفي إدبـار
الكـل يمـشي سائـرا متـوجها .. نحو التحرر لاتسر إلا مع التيار
افتح عيونك في جمـال مدينة .. في روعـة تبدو وفي إبـهـار
والشـارع المملوء نـاسا ركبـوا .. في علبة خطَـافة الأبـصـار
زرع لـطـيـف لـف كـل بـنـايــة .. ورد وأشـجـار وبـعـض ثـمـار
والمـاء يجـري حـولها متـعرجا .. أو عاليـا يربـو على الأنـظـار
بيـت أنيـق هـاهنـاك وهـاهنـا .. شرفاته صفت على مـقـدار
ومساجـد لايستطـيع لوصفها .. شعري وإني منه في إصرار
ومـعـاهد ومـدارس ومكـاتـب .. أعـلامـها رصـت بكـل فـخـار
جسر تبـدى شامـخا متـعـاليا .. وملامسا سقف السماء كجار
ليل المـدينة سـاحر أوشـاعـر .. سلب العقول فهائم أو ساري
أضـواءه لمعـت فهاج بخاطري .. شـعر ترنـم أو صـدى إعـصار
والناس قـد ساروا جموعا لهثا .. طلب الركوب على ظهور قطار
مالي أرى خوفا يلف جموعهم .. أين السـكينة من لـه إخبـاري
مالـي ارى أزياءهـم وثيـابـهـم .. قد غيـرت كلبـاس أهـل النـار
شعر تبدى خلف سـتر مفـجع .. يـعـلـو جـبالا مفـزع الأنـظـار
وجه الفتاة كلوحة مرسـومـة .. قد مــزقت من شــدة التكـرار
لبس الشفوف ولبس كل مزخرف .. عنوانها كشفا لكل مواري
لاتحسـبي يا أخت بـذلك للـذي .. ستر الإلــه سينتهي لفــخار
بـل إنـه سـيؤول خـزيــا لازمــا .. يجني على الإنسان كل دمار
مالي أرى أخلاقهم أقوالهـم .. قبحا بغيــضا مالـه من شـاري
أفكارهـم ملأى بكل رذيلــة .. أصواتهــم تمشي بزي حمـــار
ماكنت أحسب أن يكون شعارهم..سيروا على نهج الملا الكفار
حتى ولو كانـوا بجحـر ضيـق .. دخـلو إليهـم مقتـفــي اقــذار
خمر وفحش قد فشا وبوائق .. دور لفســق أوللـعـب قمــار
بنـك تنفـس بالربـا متمـــرس .. في جمـع كل فـوائــد وعقـار
مرض تفشى أو شرار مصيبة.. عمت وجل النـاس في إبحـار
اين الجـمال وأيـن حـب مدينـة .. قد أوثقـت أسـوارهـا ببـوار
النـاس فيها شـابـع أو لاهــث .. لايرتــوي إلا بشــرب بحــار
ماالحــق إلا ما أقـول ومــا أنا .. إلا كمن يشقى بكشف ستار
أدركــت أن جــمالها وبهــائهــا .. متلــوث بمكائد الفــجــار
ياسائلي زمن التنعم والغنى .. عـن قـصـة الأبـرار والأخيار
هاك الذي أرجوه منك مؤملا .. أن تستــفز مشــاعر الأخيــار
أن تقتفي نهج الأولى متتبعا .. كــي ترتقي بمدارك الأفكار
لاتأس من حال تراه مشوها.. فغدا يشــق الليل ضوء نهـــار